(أستاذ تاريخ الفلسفة في كلية الآداب الرباط)
تاريخ النشر: 26-2-2007(عن موقع الأوان)
طريقتان للتعامل مع الفلاسفة ونصوصهم: طريقة تدفعنا لأن نفكر مع الفلاسفة وضدهم وبرفقتهم، "نشتغل على" نصوصهم، و"ننشغل بـ"ها، وطريقة أخرى نقتصر فيها على "الاشتغال بـ"النصوص، وتوظيفها، بل والاستناد عليها.
في الطريقة الأولى يكون الفلاسفة عظاما لا بما يعرفونه، بل بما لا يعرفون.
أما في الطريقة الثانية فهم فلاسفة بما هم أساتذة يفتحون لنا أبواب "المعرفة" الفلسفية، ويحيطوننا علما بتياراتها المتشعبة، ومدارسها المتعددة، وقضاياها الشائكة.
في الطريقة الأولى نكون أمام مفكرين نسائلهم ويسائلوننا، أما في الثانية فأمام "معلمين" نستفسرهم عما لم يتضح لنا من معاني وأفكار.
في الطريقة الأولى "نشتبك" في قضايا، أما في الثانية فنحصل معرفة.
في الطريقة الأولى نسعى لأن نشارك الفلاسفة دهشتهم، فنقترب منهم كلما شاركناهم ابتعادهم عن أنفسهم، ونقتحم نصوصهم اقتحام العلماء للمختبرات، هاجسنا الأساس توليد الأسئلة وخلق المسافات وإحداث الانفصال.
أما في الثانية فلا يتعدى مسعانا الاقتراب ما أمكن من الفيلسوف بهدف إرواء ظمئنا الفلسفي، وإشباع فضولنا المعرفي والاطلاع على ما "نُقل" من أقوال وما أُثر من أفعال.
في الطريقة الأولى تتحول أسماء الفلاسفة إلى قضايا وإشكالات، وتجتمع حول إشكاليات، أما في الثانية فتغدو تيارات ومدارس وعائلات فكرية، بل قد تصبح رموزا وشعارات.
في الطريقة الأولى نقتحم حلبة الصراع، ونلج ميدانا يطبعه التوتر و"مقارعة" الأفكار، أما في الثانية فيغدو جميع الفلاسفة في أعيننا حكماء، وتصبح الفلسفة محبة "باردة" للحكمة ولكل من أثرت عنه.
هناك 12 تعليقًا:
افتكر اني اقرب للنوع لثاني من الاول
لأن الاول هي فكر اما انك تتفق معه و تدعمه او تختلف معه و تفنده و في النهايه تمضي لتبحث عن جديد ، لانك مثقل بالاسئلة
اما الثانيه فهي اقرب الى قراءة الشعر تذهلك الفكرة فتتبناها و تعيشها و تستخدمها و تظل تسكنك طول العمر مالم يحدث شيء جوهري في حياتك يجعلك تكفر بأفكارك
لذا اميل لقراءة ما هو متعلق بالنمط الثاني
بس قاعد افكر بأمثلة للنمطين
حتى تتضح الصورة اكثر
ممكن اقول مثلا مقدمة بن خلودن تدرج تحت النمط الاول ؟ بينما فكرة الجمال عند هيجل تدرج تحت النمط الثاني؟
بوست خلاني و راح يخليني اظل اتسائل
بس بالفعل اول مرة الاحظ الفرق بين النمطين
شكرا
انا اعترف كانت هذه النظرة موجودة عندي والاحظها في كيفية قراءتي ولكن لاشعوريا، لم اتعرض لمقولة "صريحة" عن هذان النوعان من القراءة.
وايضا اعترف، للاسف، اني احيانا، امارس نوع من التمييز الفكري. حين اعجب بكاتب، الاحظ اني لا اكتشف مسلاماته او القفز الفكري (Leaps of Faith or Leaps of Reason) الذي يرتكبة الكاتب بسهولة ايجادي لمسلمات او القفزات او المصادرات الفكرية لكاتب اخر.
ولكن لاحظي كيف يفصل الكاتب بين الطريقتين وكأننا لا نقوم بهذين النوعين من القراءة معا او بنسب متفاوته. ملاحظة الكاتب بارعة في وصف قطبان او الانفصام الحاد ما بين هذان النوعان من القراءة.
القراءة الاولى نقدية و القراءة الثانية مدرسية.
الموضوع فعلا فعلا مشوق!
thank you
مدير موقع عرب كول
thank you
مدير موقع بي اس آي جيرماني
thank you
مدير موقع وى كير جيرماني
thank you
مدير موقع شاليهات القاضى
thank you
مدير موقع المتحدة لخدمات الاستضافة
thank you
مدير موقع الموسوعه المعرفيه
thank you
مدير موقع
الرضا لنقل العفش
thank you
مؤسسة تنظيف
thank you
مؤسسة تنظيف
thank you
مؤسسة تنظيف
إرسال تعليق