الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

تأملات في الخريطة الكويتية اللا أيديولوجية

الإسلاميين والقبائليين:

*الإسلاميين: هم، وبجدارة، يعبرون عن أيديولوجية كمشروع طريقة حياة، لكن حركة التاريخ والتطور تربك مشاريعهم الأيديولوجية، يقاومون لكن هناك تغيرات ملحوظة في شعاراتهم. وبالإضافة فان مرحلة العولمة القائمة لن تسمح لهم بحراك متناغم مع الواقع العملي السياسي الثقافي العالمي.

*القبائليين: كذلك يعبرون عن أيديولوجية كمشروع طريقة حياة. وان كانت طريقة حياة نفعية بالمقام الأول، أي لا تخدم جميع المنتسبين لقبيلة ما، بل تخدم أفراد معينين فقط.

الاخرين:

*الحقوقيين والدستوريين وجمعيات الأهلية وجمعيات النفع العام: تقصير فادح وتناقضات أعمق و سعي لوجاهة اجتماعية.

*"الأحزاب": لا تملك "شبة الأحزاب" الشجاعة الكافية لتعلن عن نفسها ولا حتى الثقل الاجتماعي لهذه المهمة. وهل تريد الإشهار؟ وهل تملك مشاريع أيديولوجية واضحة؟ وهل تملك وسائل انتشار وبث ترسخ بها وجودهم في الواقع الاجتماعي الحياتي؟

*النسويين: ماذا يردن؟ التسلق والمنفعة السياسية عن طرق استغلال تحور سطحي في قوالب إعادة الإنتاج الاجتماعي او التغيير فعلي لوضع المرأة في الكويت؟ وهل يستحقن اللقب: نسويات؟

*الليبراليين: هل هم ليبراليين أساسا؟ وبالمقابل ما هي أسس التشريع في اعتقادهم؟ ولماذا هم ليبراليين؟ التسلق والمنفعة السياسية عن طرق استغلال شعارات اخرى بدل شعارات الإسلاميين.

*التغريبيين: افكار في مكان وحال واقع في مكان اخر.

*العلمانيين: هل هناك مجموعة بهذا الاسم او الفكر أساسا في الواقع الاجتماعي الحياتي؟ ما أفكارهم؟ ما مشاريعهم الأيديولوجية؟ ولماذا هم علمانيين؟ وهو السؤال الأهم.

*هل هناك تجمعات اخرى في الكويت؟ وهل هي فاعلة؟ وما موقعه من الإعراب الفكري؟ وما هي أطروحاتها السياسية الثقافية الاجتماعية؟

تعليقات اخيرة:

*الإسلاميين والقبائليين مشاريعهم العامة واضحة والوضع الاجتماعي المحلي يسمح لهم بالعمل. فهم نمط حياة تكرس، جانب من تراثنا يعيد انتاج نفسه بمنطق خارج عن التاريخ او الأصح من دون نقد لذاته.

*الآخرين للأسف غارقين بشعاراتية. ولأكون صادق، عرضوا فكرة "التعليم المشترك" ضد "منع الاختلاط بين الجنسين"، ولكن متأخرين بصراحة (كم عمر قانون منع الاختلاط؟) والخصخصة هي الحل السحري لكل مشكلة (وميزانية المواطن العادي هي التي ستسحق). ماذا عن توجهاتهم الأخرى؟ هل هم يعرضون مشروعا سياسيا اجتماعيا واضح المعالم؟ للأسف، فاعتقادي، لا. وهم بالمقابل متحجرين كأقرانهم الإسلاميين والقبائليين.

سؤال: هل يستطيع احد مساعدتي على فهم هذا الوضع السخيف؟!

توضيح: استخدمت مصطلح أيديولوجية للتعبير عن الاعتقادات الضابطة لتصرفات أصحابها. فطريقة حياتنا تعبر عن اعتقاداتنا الضابطة. وللأمانة هناك مفاهيم عديدة عن الأيديولوجية، احدها الاعتقادات الضابطة التي يتم تحديدها بعد تحليل بناء اجتماعي معين (أنماط حياة الإسلاميين والقبائليين مثلا)؛ وهناك تعقيدات أخرى عديدة لم اذكرها ولزلت أحاول دراستها.

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

قصيدة أعجبتني

أجد نفسي مأخوذاً في هذه الايام بقصيدة للشاعر اليمني محمد عبيد

عن مجلة نزوى العمانية إصدار يوليو 2008 العدد 55.


لم يمل بعد


من صحوة ينهض لينام

يتثاءب بيقظة

ويحلم بغسل وجهه

برائحة قهوة لم تبرد

في صباح يمضي

كشمس خرافية

تغري الأمهات

بنشر الغسيل باكراً

والتلاميذ

باختصار جداول الحصص ..

سيرش السلام

على البنايات اليابسة

وأصدقاء دون ملامح

يركضون في نهار

أو نساء يتعثرن

بنظرات العابرين..

يقرر النوم ليصحو

حسب المزاج

مثل شاعر يحترف الموت

أو خاطرة استدرجتنا إليها

كصلاة تؤديها أم تحب الله

كحبنا للسجائر

أو أكثر ..

قد لا نتخيل

أن المزاج السكران

يثمل بأغنية لإديث بياف

ربما نستغيث

ونستنجد بدعاء

ليكون وسيطاً

لسماء أكثر صفاءً

من الماء المعالج

بأحدث وسائل التحلية..

سنكون أكثر لذةً

من حلوى العيد

في آخر مرةٍ ذقتها

قبل مصادقة اليتم..

هو خلاص من موت

احتراق سجادة

أطلنا عليها السجود

ولم نلبث أن عاودنا الموت

الذي كررناه

أكثر من مرة

الموت الذي مللناه

لكنه

لم يمل بعد!


للشاعر اليمني محمد عبيد / مجلة نزوى إصدار يوليو 2008 العدد 55.

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

العودة إلى مسألة الدين عند الأصولية الدينية


يؤمن المسلمون الأصوليين سنه وشيعة بان عبادة الأصنام طريقة بدائية واستخفاف بالعقل يقوم به صاحب مثل هكذا اعتقاد، إذ كيف بعاقله او عاقل أن يضفي قداسة لصنم من صنع يده يتقرب إليه بطقوس وعبادات. فهي حجة نوعا ما عقلانية مقبولة لرفض عبادة الأوثان، وان انتاب النقد تبسيط وسطحية للاعتقادات الوثنية العميقة، مثل اعتقادات بعض السكان الأصليون للأمريكتين والملقبين خطأ بالهنود الحمر.

في المقابل، يستطيع شخص محايد استعمال منهج النقد ذاته على تصرفات الأصوليين السنه والشيعة. وذلك من خلال تحليل ما يقوم به رجالات الدين بالإسلام ذاته، وذلك من خلال تقديسهم لمقولات بعض السابقين. إذ يحبس رجالات الدين المعاصرين الإسلام بآراء بعض السابقين وكأنهم (أي السابقين) شامانات (أي كهنه) يسترقون سمع وحي سماوي. إذ لا يقبل نقد لآراء هؤلاء السابقين، جزئي كان او كلي. ويتبع الأصوليين تقليدهم حرفيا وكأن السابقين لهم قداسه ألهويه يشاركون الرب عصمته وكماله. فيختزلون الإسلام في فلك تلك الآراء وأصحابها. هنا يصبح الله إلها على الطريقة الوثنية يتقرب إليه الإنسان عن طريق التقليد الأعمى الحرفي لهؤلاء الشامانات وآراءهم. وكأن الدين والرب احتكار اشتراه رجالات الدين. ولا يحق لأحد إعادة التفكر فيه او في الوجود.

ما يحدث حاليا، من استفسارات دينية والتي تشاهد وتسمع بالتلفزيون وغيرها من الوسائل الإعلامية، تكشف بوضوح إلى أي مدى جعل الأصوليين عامة المسلمين في حال لا توصف إلا: بالسذاجة والسطحية والسفاهة والسخافة والعقم والتناقض والتحجر، إلى جانب التصورات السادية-الماسوشيه عن علاقة الرب بالخلق ويضاف الى ذلك العلاقة النفعية التي يتعامل بها المسلمون مع الغرب، وبل فيما بينهم أيضا.

التصور الذي تكون عن ما هو الإسلام والذي تقمصه عامة المسلمين، يجعل الله وثنا فكرة والإسلام وثنية جديدة او كهنوتية، والتي دائما وأبدا يسعى الإسلاميين الأصوليين عن نفيها عن الدين. إذ هناك آراء عديدة للسابقين تتنافى مع روح الإسلام والتطور الحضاري المعاصر، ابتداء من التصور الإسلامي الذي يحقر من شأن النساء إلى النظرة الإسلامية عن دور الدين في السياسة والاقتصاد والعلوم، وحرية التعبير والتفكر والاعتقاد، والحريات الحياتية العامة للأفراد والجماعات، وغيرها من أمور ومسائل تتعلق بذات الاعتقاد وطريقة الحياة الإسلامية.

سؤال: فهل انتم من هؤلاء الوثنيين الجدد تستخفون بعقولكم؟

جواب: انتم أحرار تماما والجواب متروك لكم أيضا تماما.

الأحد، 7 سبتمبر 2008

وظيفة القارئ



للكاتب الصحفي والأديب ادواردو جاليانو (Eduardo Galeano) من الأرجواي من كتابه (The Book of Embraces).

مضى نصف قرن منذ رحيل "سيزار فليهو" وكانت هناك احتفالات. في اسبانيا نظم "هوليو فيليز" محاضرات وندوات ومنشورات تذكاريه، وأقام معرضا للصور عن الشاعر وأرضه وزمنه وناسه.
ولكن بعد اجتماع "هوليو فيليز" و "هوزيه مانيول كاستنان" بدت كل مظاهر التبجيل تلك ضئيلة.
"هوزيه مانيول كاستنان" كان نقيبا في الحرب الاسبانية. قاتل في صف "فرانكو"، فقد يدا وحاز على أوسمة عديدة.
وفي ليلة، بعد فترة وجيزة بعد انتهاء الحرب، شاءت المصادفة ان أتى النقيب كتابا ممنوعا. طالعه، قرأ سطرا، قرأ آخر، لم يستطع انتزاع نفسه عن ذلك الكتاب. النقيب "كستنان"، بطل الجيش المنتصر، أمضى اليل كله مأسور يقرأ ويعيد قراءة "سيزار فليهو"، شاعر المهزومين. وفي صباح اليوم التالي استقال من الجيش ورفض ان يستلم فلسا زيادة من حكومة "فرانكو".
في وقت لاحق، زج بالسجن واختار المنفى.


(ترجمتي)