الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

العودة إلى مسألة الدين عند الأصولية الدينية


يؤمن المسلمون الأصوليين سنه وشيعة بان عبادة الأصنام طريقة بدائية واستخفاف بالعقل يقوم به صاحب مثل هكذا اعتقاد، إذ كيف بعاقله او عاقل أن يضفي قداسة لصنم من صنع يده يتقرب إليه بطقوس وعبادات. فهي حجة نوعا ما عقلانية مقبولة لرفض عبادة الأوثان، وان انتاب النقد تبسيط وسطحية للاعتقادات الوثنية العميقة، مثل اعتقادات بعض السكان الأصليون للأمريكتين والملقبين خطأ بالهنود الحمر.

في المقابل، يستطيع شخص محايد استعمال منهج النقد ذاته على تصرفات الأصوليين السنه والشيعة. وذلك من خلال تحليل ما يقوم به رجالات الدين بالإسلام ذاته، وذلك من خلال تقديسهم لمقولات بعض السابقين. إذ يحبس رجالات الدين المعاصرين الإسلام بآراء بعض السابقين وكأنهم (أي السابقين) شامانات (أي كهنه) يسترقون سمع وحي سماوي. إذ لا يقبل نقد لآراء هؤلاء السابقين، جزئي كان او كلي. ويتبع الأصوليين تقليدهم حرفيا وكأن السابقين لهم قداسه ألهويه يشاركون الرب عصمته وكماله. فيختزلون الإسلام في فلك تلك الآراء وأصحابها. هنا يصبح الله إلها على الطريقة الوثنية يتقرب إليه الإنسان عن طريق التقليد الأعمى الحرفي لهؤلاء الشامانات وآراءهم. وكأن الدين والرب احتكار اشتراه رجالات الدين. ولا يحق لأحد إعادة التفكر فيه او في الوجود.

ما يحدث حاليا، من استفسارات دينية والتي تشاهد وتسمع بالتلفزيون وغيرها من الوسائل الإعلامية، تكشف بوضوح إلى أي مدى جعل الأصوليين عامة المسلمين في حال لا توصف إلا: بالسذاجة والسطحية والسفاهة والسخافة والعقم والتناقض والتحجر، إلى جانب التصورات السادية-الماسوشيه عن علاقة الرب بالخلق ويضاف الى ذلك العلاقة النفعية التي يتعامل بها المسلمون مع الغرب، وبل فيما بينهم أيضا.

التصور الذي تكون عن ما هو الإسلام والذي تقمصه عامة المسلمين، يجعل الله وثنا فكرة والإسلام وثنية جديدة او كهنوتية، والتي دائما وأبدا يسعى الإسلاميين الأصوليين عن نفيها عن الدين. إذ هناك آراء عديدة للسابقين تتنافى مع روح الإسلام والتطور الحضاري المعاصر، ابتداء من التصور الإسلامي الذي يحقر من شأن النساء إلى النظرة الإسلامية عن دور الدين في السياسة والاقتصاد والعلوم، وحرية التعبير والتفكر والاعتقاد، والحريات الحياتية العامة للأفراد والجماعات، وغيرها من أمور ومسائل تتعلق بذات الاعتقاد وطريقة الحياة الإسلامية.

سؤال: فهل انتم من هؤلاء الوثنيين الجدد تستخفون بعقولكم؟

جواب: انتم أحرار تماما والجواب متروك لكم أيضا تماما.

هناك 14 تعليقًا:

Unknown يقول...

موضوع يشغل العقل لكن بالمقارنة هناك تساؤل ايضا يطرح نفسه

عندما ينحدر المستوي الثقافي والعلمي
ويكون الشخص بعيد كل البعد طوال السنة عن اي معلومة سواء علمية او دينية وفجأة يصحي في رمضان ليبحث بعد اختلاط المشاعر بتأنيب الضمير

رمضان فرصة للتغيير ونتمني من الجميع ان يستفيد منها لكي ينمي نفسه ثقافيا وعلميا ودينيا لكي تنتفي منها الصفات التي تفضلت بها

تقبل مروري وشكرا مرة اخري للموضوع

yoohoo~~ يقول...

مجهود يشكر عليه و انا يا عزيزي ضد الوصاية على العقول فلانسان ولد حرا و يموت حرا و هو ليس بعبد لأي كان و لكن و مع الاسف فان الجهلة و الساذجين في ازدياد يوما بعد يوم في الكويت فهم لا يفكرون, فقط يشعرون بتأنيب الضمير 24/7 و مدة 365 يوم و انا شخصيا اشك اذا كان لهم ضمير في المقام الاول.

تحياتي

BLonDDyKe يقول...

انا مع ماو على اللي قاله, يريدون ان يتحكمون حتى في العقوله و كأنهم الرب, شقول و شسوي!!
اهم شي قوانينهم و هم في بيوتهم شياطين!!

Hamad Alderbas يقول...

هذا ما اطلق عليه الدكتور احمد صبحي منصور الفارق مابين الدين والتدين وكيف ان الدين قد تشوه بفعل التدين لاسباب عديدة .

تحية لك اخي الكريم

مكان للعبث يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
مكان للعبث يقول...

مشاري:
حياك يا مشاري! للأسف نمط الحياة هذا السريع المادي لا يسمح للإنسانة او للإنسان ان يتوقف ليفكر في مثل هذي الأمور ويجد إجاباته هو او هي عن تساؤلاتها، رمضان يصبح فرصة مثل ما حضرتك قلت.
ماو:
اولا: أشكرك!
ثانيا: للأسف أصبح عامة المسلمين قطيع من الغنم. وللأسف الناس أحرار فعلا حتى إذا أرادوا ان يكون عبيد لبشر.
ثالثا: هم عندهم ضمير ولكن ضمير تتحكم به آراء تصلح: للمتاحف الأثرية او لتنسي.
مثلية و لي الفخر:
اتفق معك تماما. حالة صعبة. الواحد مرض من كثر ما يشوف منهم.
حمد:
وين الجه المصدر الي تقول عنه: الدكتور احمد صبحي منصور؟

MaCHBoS يقول...

عزيزي كل انسان لديه الاختيار ما افضل له وليس فرضه او الاستهزاء به و لكن لدينا المسلمين يستهزئون بالمسيحين و يسمونهم النصاره و البوذيوون بعبدت الاصنام الجهله و لكن عندما يقال على المسلمين انهم ارهابيين تقوم الارض ولا تقعد على حساسيتهم الزائده

UmmEl3yal يقول...

الايمان بأي يء لدرجة التقليد والغاء العقل والرأي الآخر هو وثنية بالنهاية .. خوش موضوع :))

rai يقول...

مقال رائع

مكان للعبث يقول...

ماتشبوس:
للأسف المسلمين كفروا بعضهم قبل لا يكفرون باقي الناس او بمعنى اخر: المسلمين صلبوا إنسانية بعضهم البعض مع أنهم مفروض يتعبدون لنفس الرب ويقدرون نفس الرسول! حلقة سخيفة والله. وجميعهم سلبوا إنسانية باقي البشر.
ام العيال:
شكرا! واتفق معك.
راي:
حياك راي!

انا موجوده @@ يقول...

يعني تريد ان تقول انه يلغي الكون فكره وجود الله تعالى ويعيش حرا بلا دين

ويتقيد بالقوانين فقط ؟

والتقيد بالقوانين واتباعها ايضا يعتبر وثنيه ايضا لانك تقدسها

والمسيح يقدسون امور دينهم المسيح وتبنى الكنائس
واليهود قامت دولتهم على ارض فلسطين على اساس ديني وعنصري .. اسرائيل لليهود فقط

لما التوجه للاخطاء المسلمين وتكبييرهاعلى اننا لم ندعي قد الكمال .. فالكمال لله وحده

توضح لي انكم انتوا من تدعون الكمال وتدافعون عن فكركم من خلال الهجوم على الاخرين

هل هذاماينادي فيه مبداكم التهجم وانتوا من تطالبون بالحريه ؟ لما هذا التناقض ..

لما لاتعيشون كما تريدون وتتركونا نعيش كما نريد كذلك كما قال لله تعال ( لكم دينكم ولي دين )

لا استطيع ان اقنعك ولا تستطيع ان تقنعني بل كل ماتقوم هو الذم والتهجم
ولاترمي الناس بحجار وبيتك من زجاج

والدول العلمانيه لاتخلو من المشاكل واكبر مثل التجربه التركيه التي انذلت بعد سقوط الخلافه العثمانيه واحتقار الاوربين لها على كثر محاولاتها بالحاق نفسها بالاتحاد الاوربين ولم تستطيع

لما لاتتكلمون عن العلمانيه ومبادئهاومافيها من اخطائ وتحاولون فيما بينكم حلها بدل من القاء الضوء على اخطاء غيركم دليل على كمالكم اخبرني لما ؟

لما تشيحون وجوهكم عن اخطائكم واخطاء من تقدسونهم

العقل ايضا يفكر كيف يخلق هناك كون بهذي الدقه وهذا النظام .. ظهور عشوائي

على انه اغلب المشاريع الناجحه لاتقوم على العشوائيه ولا الصدفه

انا اشعر انكم تقدسون وتعبدون اوثانا وضيعه بين الاسطر والاوراق وهي قابله للتغير ولكن لاتستطيعون تركها

وبالنهايه نحن بشر ولسنا ملائكه والاخطاء تنسب لصحابه وليس للسماء والدين

وتقبل مروري وراي مثلما ماتقبلتك

مكان للعبث يقول...

أولا: انا لست ملحد. انا مسلم. لكن كوني مسلم لا يمنحني حق سلب إنسانية باقي البشر الذين لا يدينون بديني. واقرأ البوست مرة ثانية تجد اني استعملت لفظ الجلالة الله وكلمة الرب وكلمة خلق بكل احتراماته الواجبة. اذا دققت ستجد اني لم اذكر الاسلام كدين ابدا، لكن كل ما تكلمت عنه هو المسلمين وتصرفاتهم وانا من بينهم، والمسلمين بشر مثلهم مثل أي جماعه في هذا العالم، وبذات تكلمت عن المسلمين الأصوليين وتصرفاتهم. وهذه بعض امثله: "ويتبع الأصوليين تقليدهم حرفيا وكأن السابقين لهم قداسه ألهويه يشاركون الرب عصمته وكماله. فيختزلون الإسلام في فلك تلك الآراء وأصحابها." و "إذ هناك آراء عديدة للسابقين تتنافى مع روح الإسلام والتطور الحضاري المعاصر". شنو الغلط في مثل هل كلام واين الكفر!؟! حسبونا الله ونعم الوكيل!
ثانيا: كتاباتي في معظمها عتاب وان كانت لاذعة فهي من حزن أصيل عن حالنا الراهن. ولاقتناعي بان المزج والدمج الكامل للدين في السياسة باب للكوارث والتناحر المذهبي الطائفي، ولدينا أمثله حية في العراق ولبنان، خلق هذا الوضع عداوات داخلية بين ابناء الشعب الواحد. في دولة مثل الكويت فيه السنه والشيعة: كيف تطبق بها احكام الشريعة، على أي مذهب انشاء الله؟
ثالثا: ساحاول ايضاح وجهة نظري في بوست قادم.

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي مكان

تلقاه بقوقل له موقع وله العديد من المؤلفات التي تستحق القراءة

تحية لك

مكان للعبث يقول...

شكرا حمد،
وجدت مواقع فيها بعض كتابات للدكتور احمد صبحي منصور، وسأطلع عليها قريبا.
شكرا مرة اخرى